Tuesday, November 05, 2013

هل نسينا كيف نكونُ بشرًا؟

مع سرعة وقع حياتنا اليوم، قد نجد أنفسنا مضطرين إلى أن نصرف أنظارنا عن أمور مهمة، نعتادها فـي صغر سنـنا، ونكبـر لنهملها، فنصنفها على أنها تافهة وثانوية. الفضول، التعاطف، التعاون وغيـرها الكثـيـر من الصفات التـي تميـزنا عن بقية المخلوقات وتجعلنا بشـرا، أغلبها حجبناها وتناسـيناها خوفا على أنفسنا من أن نصرف تركيـزنا وطاقاتنا فيما لا يعود علينا بنفع. قلة هم من بقيت بصـيـرتهم نافذة، يبحثون عن العلم ليتعلموا، ويتعاطفون ليتعاطفوا ، ويتعاونون ليتعاونوا فـي سبيل الحياة، فطوبـى لهم.

فائدة التعلم تتجلى أمام أعيوننا كل صباح. فـي المدرسة مثلا، أنا، لا أؤمن بالامتحانات، لكنـنـي أؤمن بالتعلـيم، فقد لا أرى فائدة من وراء إكمال الفراغات أو إختيار الاجابات الصحيحة، لكن ذلك لا يمنعنـي من أن أقدر أهمية معرفة إجابات الاسئلة التـي تطرح فـي كل إختبار وتقنيات التوصل إليها. ربما تكون إجابة أحد تلك الاسئلة هي المفتاح الذي سيحرر عقلـي من أقفاله، لانطلق فـي رياض الابداع. حصة المستقبل هي وحدها من تدرك فائدة ما أتعلمه الان. وكل ما فـي وسع حصة الان أن تفعل هو أن تستمر فـي طلب العلم ولو فـي الصـيـن. 

 بينما تمضـي فـي طريقك جاريا وراء العلم، تركد. خذ رويدك وتفكر فـي الكون من حولك... متـى توقفنا عن النظر إلى الكون على أنه أحجية فـي إنتظار أن تحل؟! هذا الكون الشاسع اللا متناهي، ألم يحن الوقت له بعد لان يكون مكانا أفضل؟ برأيك ماذا تظنه يحتاج؟ أنكهة مثلجات جديدة؟ أم ناطحة سحاب شاهقة؟ أو علاج لمرض السرطان؟ جد العاطفة التـي وهبك الله لتصل إلـى مايثـيـر شغفك، ثم ضع هدفك وأنجزه، وأترك بصمتك. إن كانت أحلامك أكبـر منك، لا تفزع.. ستجد من يتعاطف معك ويقدم لك يد المساعدة، فإنتهز كل فرصة تقدم لك، ليس لانك تستحقها، بل فقط هكذا.. من أجل الحياة.

أحدهم قال لـي مرة: العلاقة بـيـن التقدم فـي السن والافكار علاقة عكسـية، فكلما كبـرت كبـر رأسك وصغرت أفكارك معه. لا تكن أرعنا، كن متفكرا وساذجا، املـئ رأسك بالافكار التـي تلهمك لتتعلم وتسأل وتبدع وتساعد العالم من حولك. تعلم لغة جديدة إذا إستطعت، وإقرأ قليلا كل يوم، ففي النهاية، المكافـئة الحقيقية هي السلام الذي طالما إنتظرته البشـريـة.

No comments :

Post a Comment